الاثنين، 18 أبريل 2011

من هو الحاكم العادل ....الحكام العرب ....بستعبدون ...ولا يعدلون .....صور من عدل عمر ...


من هو الحاكم العادل ...الحكام العرب ..لا يستعبدون ولا يعدلون .....
ـ عندما نشاهد صور القتلى والجرحى  على شاشات التليفزيون نشعر أن هذه حرب ما فى بلد متقطعة أو نستعيد فى مخيلتنا المجازر التى إرتكبتها إسرائيل مع المسلمين والعرب على مر الزمان من صبر وشاتيلا إلى غزة ولكن لنفاجأ فى النهاية بأن هذه الصور هى للشعب الليبى أو الشعب السورى أو الشعب اليمنى الأشقاء الشعوب التى خرجت لتقول لحكامها لا نريدكم ولا نريد حكمكم وكفى حكماً وتحكماً فلستم تصلحون للحكم فأنتم أقمتم فينا الظلم والإستبداد والرشوة الفساد وهادنتم العدو وأحببتم الغرب وأهنتمونا وأذللتمونا وجعلتمونا نسير وراء الركب جعلتمونا قطيعاً .. فارحلوا عنا الآن وكفى ما كان .....
ـ ولكن القذافى قذفه الله بالنار فى وجهه الممسوخ ـ  والأسد جعله الله طعاماً للكلاب ـ وطالح لا أصلحه الله أبدا ...
قالوا لا وألف لا لا نترك الحكم ....إلا بعد أن نرى دمائكم تسير أمامنا أنهارا وأموالكم بين أيدينا تلالا وأعراضكم فى بلاطنا خداماً وبعدها نترككم ...
ـ ولكن السؤال الآن : هو لم يصر الأمر حكماً لم يعد الحكام العرب يحكون الناس بل إن الأمر أصبح إستعباداً إذا فمتى إستعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً ....
ـ والله سبحانه وتعالى سمه نفسه العدل وحرم الظلم على نفسه وقال ذلك فى الحديث القدسى ( يا عبادى قد حرمت الظلم على نفسى وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا ) ولا أحد فينا ينكر رؤية عدل الله عليه ...
ـ والنبى صلى الله عليه وسلم قد بدأ بالعدل بل وظلم نفسه ...وهو عند غزوة الخندق قد قل الطعام وسح وكان كل صحابى يربط على نفسه حجراً لدرء الجوع وعندما كشف النبى صلى الله عليه وسلم بطنه وجدوه يربط حجرين صلى الله عليه وسلم فلم يأكل هو ويجوع غيره ولم يشرب هو ويعطش غيره وإنما كان مثلاً فى العدل ...
ـ وسيدنا عمر بن الخطاب كان من عدله أن سموه الفاروق عمر ولذا ولكن سأعرض بعض من صور عمر فى العدل حتى يعرف الحكام العرب أنهم بينهم وبين العدل مثل ما بين المشرق والمغرب .....
  .....,,,, لقد كان الفاروق قدوة في عدله، فأسر القلوب وبهر العقول، فالعدل في نظره دعوة عملية للإسلام به تفتح قلوب الناس للإيمان، وقد سار على ذات نهج الرسول ، فكانت سياسته تقوم على العدل الشامل بين الناس، وقد نجح في ذلك على صعيد الواقع والتطبيق نجاحا منقطع النظير لا تكاد تصدقه العقول حتى اقترن اسمه بالعدل، وبات من الصعب جدا على كل من عرف شيئا يسيرا من سيرته أن يفصل ما بين الاثنين، وقد ساعده على تحقيق ذلك النجاح الكبير عدة أسباب ومجموعة من العوامل منها:
1- أن مدة خلافته كانت أطول من مدة خلافة أبي بكر بحيث تجاوزت عشر سنوات في حين اقتصرت خلافة أبي بكر على سنتين وعدة شهور فقط.
2- أنه كان شديد التمسك بالحق حتى إنه كان على نفسه وأهله أشد منه على الناس كما رأينا.
3- أن فقه القدوم على الله كان قويًّا عنده لدرجة أنه كان في كل عمل يقوم به يتوخى مرضاة الله قبل مرضاة الناس، ويخشى الله ولا يخشى أحدًا من الناس.
4- أن سلطان الشرع كان قويًّا في نفوس الصحابة والتابعين بحيث كانت أعمال عمر تلقى تأييدًا وتجاوبًا وتعاونًا من الجميع.
عدل عمر بن الخطاب مع الجميع :
في موطأ الإمام مالك بسنده عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ اخْتَصَمَ إِلَيْهِ مُسْلِمٌ وَيَهُودِيٌّ، فَرَأَى عُمَرُ أَنَّ الْحَقَّ لِلْيَهُودِيِّ، فَقَضَى لَهُ، فَقَالَ لَهُ الْيَهُودِيُّ: وَاللَّهِ لَقَدْ قَضَيْتَ بِالْحَقِّ. فَضَرَبَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِالدِّرَّةِ، ثُمَّ قَالَ: وَمَا يُدْرِيكَ؟ فَقَالَ لَهُ الْيَهُودِيُّ: إِنَّا نَجِدُ أَنَّهُ لَيْسَ قَاضٍ يَقْضِي بِالْحَقِّ إِلاَّ كَانَ عَنْ يَمِينِهِ مَلَكٌ وَعَنْ شِمَالِهِ مَلَكٌ يُسَدِّدَانِهِ، وَيُوَفِّقَانِهِ لِلْحَقِّ مَا دَامَ مَعَ الْحَقِّ، فَإِذَا تَرَكَ الْحَقَّ عَرَجَا وَتَرَكَاهُ[3].
وكان يأمر عماله أن يوافوه بالمواسم، فإذا اجتمعوا قال:
أيها الناس إني لم أبعث عمالي عليكم ليصيبوا من أبشاركم، ولا من أموالكم، إنما بعثتهم ليحجزوا بينكم، وليقسموا فيئكم بينكم، فمن فُعل به غير ذلك فليقم، فما قام أحد إلا رجل واحد قام فقال: يا أمير المؤمنين إن عاملك ضربني مائة سوط. قال: فيم ضربته؟ قم فاقتص منه. فقام عمرو بن العاص فقال: يا أمير المؤمنين إنك إن فعلت هذا يكثر عليك ويكون سنة يأخذ بها من بعدك. فقال: أنا لا أقيد، وقد رأيت رسول الله يقيد من نفسه قال: فدعنا فلنرضه، قال: دونكم فأرضوه. فاقتدى منه بمائتي دينار كل سوط بدينارين ولو لم يرضوه لأقاده t.
وعن أنس أن رجلاً من أهل مصر أتى عمر بن الخطاب فقال: يا أمير المؤمنين عائذ بك من الظلم قال: عذت معاذًا. قال: سابقت ابن عمرو بن العاص فسبقته، فجعل يضربني بالسوط ويقول: أنا ابن الأكرمين. فكتب عمر إلى عمرو يأمره بالقدوم ويقدم بابنه معه، فقدم فقال عمر: أين المصري؟ خذ السوط فاضرب فجعل يضربه بالسوط ويقول عمر: اضرب ابن الأكرمين. قال أنس: فضرب، فوالله لقد ضربه، ونحن نحب ضربه، فما أقلع عنه حتى تمنينا أنه يرفع عنه، ثم قال عمر للمصري: ضع السوط على صلعة عمرو. فقال: يا أمير المؤمنين إنما ابنه الذي ضربني وقد استقدت منه. فقال عمر لعمرو: مذ كم تعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا؟ قال: يا أمير المؤمنين لم أعلم ولم يأتني[4].
لقد قامت دولة الخلفاء الراشدين على مبدأ العدل وما أجمل ما قاله ابن تيمية: إن الله ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة، ولا ينصر الدولة الظالمة ولو كانت مسلمة.. بالعدل تستصلح الرجال وتستغزر الأموال.
وأما مبدأ المساواة الذي اعتمده الفاروق في دولته، فيعد أحد المبادئ العامة التي أقرها الإسلام قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات: 13].
إن الناس جميعًا في نظر الإسلام سواسية، الحاكم والمحكوم، الرجال والنساء، العرب والعجم، الأبيض والأسود، لقد ألغى الإسلام الفوارق بين الناس بسبب الجنس أو اللون أو النسب أو الطبقة، والحكام والمحكومون كلهم في نظر الشرع سواء، وجاءت ممارسة الفاروق لهذا المبدأ خير شاهد.
مبدأ المساواة في عهد عمر بن الخطاب :
هذه بعض المواقف التي جسدت مبدأ المساواة في دولته:
...,,, لم يقتصر مبدأ المساواة في التطبيق عند خلفاء الصدر الأول على المعاملة الواحدة للناس كافة، وإنما تعداه إلى شئون المجتمع الخاصة، ومنها ما يتعلق بالخادم والمخدوم، فعن ابن عباس أنه قال: قدم عمر بن الخطاب حاجًّا، فصنع له صفوان بن أمية طعامًا، فجاءوا بجفنة يحملها أربعة، فوضعت بين يدي القوم يأكلون وقام الخدام فقال عمر: أترغبونه عنهم؟ فقال سفيان بن عبد الله: لا والله يا أمير المؤمنين، ولكنا نستأثر عليهم، فغضب عمر غضبًا شديدًا، ثم قال: ما لقوم يستأثرون على خدامهم، فعل الله بهم وفعل. ثم قال للخادم: اجلسوا فكلوا، فقعد الخدام يأكلون، ولم يأكل أمير المؤمنين.
ومن صور تطبيق المساواة بين الناس ما قام به عمر عندما جاءه مال فجعل يقسمه بين الناس، فازدحموا عليه، فأقبل سعد بن أبى وقاص يزاحم الناس، حتى خلص إليه، فعلاه بالدّرّة وقال: إنك أقبلت لا تهاب سلطان الله في الأرض، فأحببت أن أعلمك أن سلطان الله لن يهابك. فإذا عرفنا أن سعدًا كان أحد العشرة المبشرين بالجنة، وأنه فاتح العراق، ومدائن كسرى، وأحد الستة الذين عينهم للشورى؛ لأن رسول الله  مات وهو راض عنهم، وأنه كان يقال له: فارس الإسلام، عرفنا مبلغ التزام عمر بتطبيق المساواة.
...,,, نرى المساواة أمام الشريعة في أسمى درجاتها، فالمتهم هو ابن أمير المؤمنين، ولم يعفه الوالي من العقاب، ولكن الفاروق وجد أن ابنه تمتع ببعض الرعاية، فآلمه ذلك أشد الألم، وعاقب واليه -وهو فاتح مصر- أشد العقاب وأقساه. وأنزل بالابن ما يستحق من العقاب، حرصًا على حدود الله، ورغبة في تأديب ابنه وتقويمه.
بين عمر وجبلة بن الأيهم :
من الأمثلة التاريخية الهامة التي يستدل بها المؤلفون على عدم الهوادة في تطبيق المساواة، ما فعله عمر مع جبلة بن الأيهم وهذه هي القصة:      قصة هامة جداً
كان جبلة آخر أمراء بني غسان من قبل هرقل وكان الغساسنة يعيشون في الشام تحت إمرة دولة الروم، وكان الروم يحرضونهم دائمًا على غزو الجزيرة العربية، وخاصة بعد نزول الإسلام. ولما انتشرت الفتوحات الإسلامية، وتوالت انتصارات المسلمين على الروم، أخذت القبائل العربية في الشام تعلن إسلامها فبدا للأمير الغساني أن يدخل الإسلام هو أيضًا، فأسلم وأسلم ذووه معه.

وكتب إلى الفاروق يستأذنه في القدوم إلى المدينة، ففرح عمر بإسلامه وقدومه، فجاء إلى المدينة وأقام بها زمنًا والفاروق يرعاه ويرحب به، ثم بدا له أن يخرج إلى الحج، وفي أثناء طوافه بالبيت الحرام وطئ إزاره رجل من بني فزارة فحله، وغضب الأمير الغساني لذلك -وهو حديث عهد بالإسلام- فلطمه لطمة قاسية هشمت أنفه، فأسرع الفزاري إلى أمير المؤمنين يشكو إليه ما حل به، فأرسل الفاروق إلى جبلة يدعوه إليه، ثم سأله فأقر بما حدث، فقال له عمر: ماذا دعاك يا جبلة لأن تظلم أخاك هذا فتهشم أنفه؟ فأجاب بأنه قد ترفق كثيرًا بهذا البدوي وأنه لولا حرمة البيت الحرام لقتله، فقال له عمر: لقد أقررت، فإما أن ترضي الرجل، وإما أن أقتص له منك.
وزادت دهشة جبلة بن الأيهم لكل هذا الذي يجري وقال: وكيف ذلك وهو سوقة وأنا ملك. فقال عمر: إن الإسلام قد سوى بينكما. فقال الأمير الغساني: لقد ظننت يا أمير المؤمنين أن أكون في الإسلام أعز مني في الجاهلية. فقال الفاروق: دع عنك هذا فإنك إن لم تُرضِ الرجل اقتصصت له منك. فقال جبلة: إذًا أتَنَصّر. فقال عمر: إذا تنصرت ضربت عنقك، لأنك أسلمت فإن ارتددت قتلتك.
وهنا أدرك جبلة أن الجدال لا فائدة منه، وأن المراوغة مع الفاروق لن تجدي، فطلب من الفاروق أن يمهله ليفكر في الأمر، فأذن له عمر بالانصراف، وفكر جبلة بن الأيهم ووصل إلى قرار، وكان غير موفق في قراره، فقد آثر أن يغادر مكة هو وقومه في جنح الظلام، وفر إلى القسطنطينية، فوصل إليها متنصرًا، وندم بعد ذلك على هذا القرار أشد الندم.
فلما بعث عمر رسولاً إلى هرقل يدعوه إلى الإسلام أجابه إلى المصالحة على غير الإسلام, فلما أراد العود قال له هرقل: أَلَقِيتَ ابن عمك هذا الذي ببلدنا؟ يعني جبلة. قال: ما لقيته. قال: ألقه، ثم ائتني أعطك جوابك.
فذهب رسول عمر إلى باب جبلة، فإذا عليه من القهارمة والحجاب والبهجة وكثرة الجمع مثل ما على باب هرقل. قال الرسول: فدخلت عليه فرأيت رجلاً أصهب اللحية ذا سبال، وكان عهدي به أسود اللحية والرأس، فنظرت إليه فأنكرته فإذا هو قد دعا بسحالة الذهب فذرها في لحيته حتى عُدَّ أصهب، وهو قاعد على سرير قوائمه أربعة أسودٍ من ذهب، فلما عرفني رفعني معه على السرير، وجعل يسألني عن المسلمين فذكرت له خيرًا، وقلت له: قد تضاعفوا أضعافًا على ما تعرف. فقال: وكيف تركت عمر بن الخطاب؟ قلت له: بخير. فأغمه ذلك.
وانحدرتُ عن السرير فقال: لِمَ تأبى الكرامة التي أكرمناك بها؟ قلت: إن رسول الله  نهى عن هذا قال: نعم، ، ولكن نق قلبك من الدنس ولا تبال على ما قعدت. فلما صلى على النبي  طمعت به فقلت: ويحك يا جبلة ألا تسلم وقد عرفت الإسلام وفضله؟ فقال: أَبَعْدَ ما كان مني؟ قلت: نعم، فعل ذلك رجل من بني فزارة أكثر مما فعلت ارتد عن الإسلام وضرب وجوه الإسلام بالسيف، ثم رجع إلى الإسلام، فقُبل ذلك منه، وخلفته بالمدينة مسلمًا. قال: ذرني من هذا إن كنت تضمن لي أن يزوجني عمر ابنته، ويوليني الأمر بعده رجعت إلى الإسلام. فضمنت له التزويج، ولم أضمن الأمر، فأومأ إلى خادم بين يديه فذهب مسرعًا فإذا خدم قد جاءوا يحملون الصناديق فيها الطعام فوضعت ونصبت موائد الذهب وصحاف الفضة، وقال لي: كل. فقبضت يدي وقلت: إن رسول الله  نهى عن الأكل في آنية الذهب والفضة. قال: نعم، ، ولكن نَقِ قلبك وكل فيما أحببت. فأكل في الذهب والفضة، وأكلت في الخلب، فلما رفع بالطعام جيء بطاس الفضة وأباريق الذهب.
فقال: اغسل يدك. فأبيت، وغسل في الذهب والفضة، وغسلت في الصفر، ثم أومأ إلى خادم بين يديه، فمر مُسرعًا فسمعت حِسّا، فالتفت فإذا خدم معهم كراسٍ مرصعة بالجوهر، فوضعت عشرة عن يمينه وعشرة عن يساره، ثم سمعت حِسًّا، فالتفت فإذا عشر جوارٍ قد أقبلن مضمومات الشعور متكسرات في الحلي عليهن ثياب الديباج، ولم أر قط وجوهًا أحسن منهن، فأقعدهن على الكراسي، ثم سمعت حِسًّا فالتفت فإذا جارية كأنها الشمس حسنًا على رأسها تاج على ذلك التاج طائر لم أر أحسن منه وفي يدها اليمنى جام فيه مسك وعنبر فتيت، وفي يدها اليسرى جام فيه ماء وردٍ، فأومأت إلى الطائر -أو قال: صفرت بالطائر- فوقع في جام الماورد، فاضطرب فيه، ثم أومأت إليه، فوقع في جام المسك والعنبر، فتمرغ فيه، ثم أومأت إليه -أو قال: صفرت به- فطار حتى نزل على صليب في تاج جبلة، فلم يزل يرفرف حتى نفض ما في ريشه عليه، فضحك جبلة من شدة السرور حتى بدت أنيابه، ثم التفت إلى الجواري اللواتي عن يمينه، فقال لهن: بالله أضحكننا. فاندفعن يغنين بخفق عيدانهن ويقلن -من الكامل:
لله در عصابة نادمتـهم *** يومًا بجـلق في الزمـان الأول
يسقون من ورد البريص عليهم *** بردى يصفق بالرحيق السلسل
أولاد جفنة حول قبر أبيهم *** قبر ابن مارية الجواد المفضـل
يغشون حتى ما تهر كلابهم *** لا يسألون عن السواد المقبـل
بيض الوجوه كريمةٌ أحسابهم *** شم الأنوف من الطراز الأول    قال: فضحك حتى بدت نواجذه ثم قال: أتدري من قائل هذا؟ قلت: لا. قال: قائله حسان بن ثابت شاعر رسول الله .ثم التفت إلى الجواري اللواتي عن يساره، فقال لهن: أبكيننا. فاندفعن يغنين بخفق عيدانهن ويقلن -من الخفيف:
لمن الدار أقفرت بمعان *** بين أعلى اليرموك فالجـمـان
ذاك مغنى لآل جفنة في الدهر *** محلاً لحادثـات الـزمان
قد أراني هناك دهرًا مكينًا *** عند ذي التاج مقعدي ومكاني
ودنا الفصح والولائد ينظمـ *** ـن سراعًا أكلة المرجان
قال: فبكى حتى جعلت الدموع تسيل على لحيته، ثم قال: أتدري من قائل هذه الأبيات؟ قلت: لا. قال: حسان بن ثابت.
ثم أنشأ يقول -من الطويل:
تنصرت الأشراف من أجل لطمةٍ *** وما كان فيها لو صبرت لها ضرر
تكنفني منها لجاجٌ ونخوةٌ *** وبعت لها العين الصحيحـة بالعــور
فيا ليت أمي لم تلدني وليتني *** رجعت إلى القول الـذي قاله عـمر
ويا ليتني أرعى المخاض بقفرةٍ *** وكنت أسيرًا في ربيعة أو مضـر[5]
ويعود الرسول إلى عمر بن الخطاب t، ثم يرجع إلى جبلة فيجد الناس قد فرغوا من جنازته فيعلم أنه قد كتب عليه الشقاء.
وفي هذه القصة نرى حرص الفاروق على مبدأ المساواة أمام الشرع، فالإسلام قد سوى بين الملك والسوقة، ولا بد لهذه المساواة أن تكون واقعًا حيًّا وليس مجرد كلمات توضع على الورق أو شعار تردده الألسنة.
لقد طبق عمر مبدأ المساواة الذي جاءت به شريعة رب العالمين وجعله واقعًا حيًّا يعيش ويتحرك بين الناس، فلم يتراجع أمام عاطفة الأبوة، ولم ينثن أم ألقاب النبالة، لقد كان ذلك المبدأ العظيم واقعًا حيًّا شعر به كل حاكم ومحكوم، ووجده كل مقهور وكل مظلوم. لقد كان لتطبيق مبدأ المساواة أثره في المجتمع الراشدي فقد أثر الشعور بها على نفوس ذلك الجيل فنبذوا العصبية التقليدية، من الادعاء بالأولوية والزعامة، والأحقية بالكرامة، وأزالت الفوارق الحَسَبية الجاهلية، ولم يطمع شريف في وضيع، ولم ييأس ضعيف من أخذ حقه، فالكل سواء في الحقوق والواجبات، لقد كان مبدأ المساواة في المجتمع الراشدى نورًا جديدًا أضاء به الإسلام جنبات المجتمع الإسلامي، وكان لهذا المبدأ الأثر القوي في إنشائه.
ومن عدله عدم تقييده حرية أبي لؤلؤة مع شكه في أمره.
ومن عدله عدم قتله للهرمزان مع كونه قاتل البراء ومجزأة لأنه أمنه.
وحياة عمر بن الخطاب t تمتلئُ بمثل هذه المواقف التي تدل دلالة واضحة على عدله.
 [1] مسند أحمد: حديث رقم 8846.[2] مصنف عبد الرزاق: 20713.[3] موطأ مالك: كتاب الأقضية - باب الترغيب في القضاء بالحق - حديث رقم 1206.[4] كنز العمال: جزء 12- صفحة 873.[5] الوافي في الوفيات: جزء 1- صفحة 1503.
أخيراً ...لكم الله يا شعوب العرب...فما يحث لكم إستعباد وليس إستعدال .....  
 بقلم ...محمد الحسين سلامة ـ المحامى ....   الخامس عشر جماد الثانى الف وربعمائة وواحد وثلاثون هجرية الموافق  18 /4  /2011.....

الخميس، 31 مارس 2011

زكاة الأموال المعاصرة والودائع المصرفية ...

بحث خـــــــــــــاص
الزكاة فى الاموال المعاصرة
 زكاة النقود و الودائع المصرفية
 




,,زكــــــاة النقـــود :
فرض الإسلام الزكاة فى النقدين وهما الذهب والفضة عند توافر الشروط من مضى مدة سنة وخلو المال عن الدين والحوائج الأصلية . ومن كمال الأهلية ومن بلوغ النصاب .وهو عشرين دينار اً من الذهب , ففيه نصف دينار . وبلوغه من الفضة مائتى درهم . وتجب فيها خمسة دراهم .
وإذا كان وجوب الزكاة فيهما واضحاً لحديث (( فى كل مائتى درهم خمسة دراهم وفى كل عشرين دينار نصف دينار )) فإن الزكاة وجبت فيهما لمعنى آخر . وهوأم كلاً منهما مال نام بطبيعته .فالذهب والفضة أصل الأثمان ومقياس القيم , والمعيار الثابت لتقدير الأشياء من كل جنس ونوع
تــأصيـــل :

وبتوالى العهود . وتغاير الأزمان ,وتطور المعيار الذى يبنى عليه تقدير السلع والمنافع .فرضت السلطة المختصة النقود الورقية . وجعلتها رؤوس الأثمان ومستودع القيمة .والوسيط فى التبادل بين الناس .وهو ماترتب عليه حلول هذه النقود الورقية .محل الذهب والفضة .والقيام بدورها فى التعامل ,أثماناً لكل شىء فى المجتمع .
ولما كان الواجب إخراج الزكاة فى زكاة الذهب والفضة هو ربع العشر وهو نصف مثقال عن عشرين مثقالاً من الذهب . وخمسة دراهم من مائتى درهم من الفضة . والدليل عليه قوله صلى الله عليه وسلم فى كتاب الصدقات " فى الرقة ربع العشر"(1) ولما كان ذلك هو القدر الواجب فيهما , فانه يجب فى نصاب النقود الورقية ربع العشر أيضاً قياساً عليهما لتوفر العلة وهى الثمنية فى النقود الورقية .
والنصاب الشرعى ـ الحد الأدنى للمال النقدى الذى تجب فيه الزكاة ـ بعد توافر الشروط ـ هو ما يقابل قيمته بالنقود الحالية قيمة 85 جراماً من الذهب عيار 21 فاذا ملك المسلم هذا النصاب أو أكثر منه وجب فيه الزكاة ربع العشر أى 5و2 .
ـ ويؤسس العلماء وجوب الزكاة فى النقود الورقية (أوراق البنكنوت ) على أن أوراق البنكنوت يصدرها البنك الأهلى المصرى بضمانته مما يتعامل به الناس فى جميع المعاملات المالية فى الشراء والبيع وسداد الديون وخلافه . مثل ما كان التعامل فى الذهب والفضة المضروبة أى المسكوكة فإنها تأخذ حكمها وتعتبر نقوداً وتجب فيها الزكاة كما وجبت فى ربع العشر .
وهناك تأسيس آخر لبعض من علماء/// السادة الحنفية والمالكية والحنابلة الذين جواز المعاملة بالمعاطاة من غير إشتراط صيغة الإيجاب والقبول .

ودائع العميل لدى البنك دين تجب فيه الزكاة بدا من تاريخ الايداع .
زكاة الودائع المصرفية

تتنوع الودائع المصرفية فقد يقوم شخص بشراء شهادات الاستثمار من البنك من المجموعة ( أ ) أو (ب ) أو ( ج ). وقد يودع الشخص مبلغاً من المال لدى البنك عن طريق فتح حساب جار. وقد يدفع الشخص مبلغاً من المال للبنك في الاعتماد المستندى , لتغطية السلعة التي يريد استيرادها .وقد يودع الشخص مبلغاً من المال في وديعة استثمارية . أو في دفتر التوفير ويكون له أن يستردها عند طلبه . أو بعد مضى فترة معينة .
ـ وجميع ما سبق هذا يقيد لدى البنك في حساب العميل تحت دائن في جانب الأصول وهو دين على البنك . فالبنك مدين بها للعميل وهذه المبالغ المالية تمثل قرضاً من العميل للبنك . ويعتبر العميل مالكاً لهذه الأموال عند استيراده لها من البنك . فيجب هنا عليه الزكاة :
.عن المدة الماضية التي كانت فيها تحت يد البنك .متى بلغت النصاب وكانت خالية من الدين وعن الحوائج الأصلية لأن هذا المال نام بطبيعته . فإن صاحبه بإيداعه في البنك يريد استثمار وهو يحصل على عائد فى مقابل الإيداع هذا إذا كانت وديعة استثمارية .
ـاما صندوق التوفير
فإنه يأخذ حكم الوديعة أيضاً لأنه نام بالفعل وصاحبه لم يتقاضى عائداً عنه إلا أنه يعتبر في حكم المال الموضوع تحت يده إذ أنه يسترد مثله وقت طلبه ,فتجب الزكاة متى توافرت فيه شروط الزكاة .
ـ بالنسبة لشهادات الاستثمار
فإن البنك يتعهد بدفع قيمة الشهادة للعميل بعد أجل معين وفقاً لطبيعة الشهادة وهو ما يعنى أن البنك مدين بقيمة الشهادة ومن ثم يجب على العميل إخراج الزكاة عن المدة الماضية التي أحتفظ فيها البنك بقيمة الشهادة . خاصة وأن العميل يحصل على ريع عن شهادات المجموعة ( أ ) و(ب ) وقد يأخذ جائزة عن المجموعة ( ج ) .

ـ بالنسبة للحساب الجارى
والذي يكون فيه العميل دائناً للبنك , فإن المعاملة المتشابكة بي العميل والبنك في الأخذ والإعطاء توجب على العميل أن يحسب مقدار المال الموجود في حسابه بعد إجراء المقاصة بين ماله وما عليه في تعامله مع البنك فإذا كان المتبقي في الحساب لصالحه يبلغ النصاب وتوافرت فيه الشروط فيجب عليه إخراج الزكاة عن هذا المال .

ـ شهادات الاعتماد
وهو المبلغ المغطى لعمل العمل فإنه دين للعميل على البنك متى لم يقم البنك بدفعه في شراء السلعة التي يستوردها لحساب العميل وعليه فإن الزكاة تجب فيه .إذا كان نصاباً وحال عليه الحول خالياً عن الدين والحوائج الأصلية .
ـ أما إذا أشترى البنك السلعة ودفع الاعتماد ثمناً للسلعة فإن الزكاة تجب في السلعة باعتبار قيمتها وأساس الوجوب كونها من عروض التجارة وليس باعتبارها نقوداً .
ـ خطاب الضمان: وخطاب الضمان المغطى بمبلغ الضمان من جانب العميل . وتجدر الإشارة إلى أن النصاب في هذه الودائع يقوم منسوباً إلى الذهب أو الفضة لأنها نقود فيكون نصابها كما قلنا سلفاً بما يعادل 85 جراماً من الذهب أو ما يعادلها من الفضة , ويرجع في تقدير قيمة النصاب إلى المختصين بتحديد قيمة الذهب والفضة ,لتغير القيمة تبعاً لقوة العملة ومركزها المالي والإقتصادى

….
ـ تـأصيل شرعي:
وتعتبر هذه الودائع من قبيل الديون التي للعميل على الغير وهو البنك وأساس ذلك ما نص عليه الحنفية فيما ذهب إليه ابن عابدين فإن الديون تنقسم عند الإمام أبى حنيفة إلى ثلاثة أقسام :
( دين قوى ـ دين متوسط ـ دين ضعيف ) فتجب زكاتها إذا تم النصاب وحال عليه الحول ولو قبل القبض في الدين القوى والمتوسط ولو بعد القبض في الدين الضعيف .
ـويعتبر القرض من قبيل الدين القوى عنده فيجب عليه كلما قبض أربعين درهماً وكلما قبض أربعين أخرى عليه درهم . ولو بلغ مائتي درهم ففيها خمسة دراهم.
ـ ويعتبر بدل التجارة من الديون القوية : وما يملكه بدلاً عن مال .
· والدين المتوسط : وهو مما هو مشغول به بحوائجه الأصلية كطعام وشراب وأملاك وفيه خلاف لأنه لو حال عليه الحول ولكن لم يقبضه فلا تجب فيه الزكاة حتى يقبض مائتي درهم أو ما يعادلهم .وبعضهم قال لا زكاة حتى يحول عليه الحول ويقبضه فصار كالمال الحدث إبتداءا.
· والدين الضعيف : هو بدل غير مال كمهر ودية وبدل عمل : ولا تجب فيه الزكاة إلا بعد القبض . أما لو كان عنده ما يضمه إلى الدين فيضم المقبوض إلى الذي عنده والذي بلغ النصاب ويزكيه بحوله .

وعند الصاحبين الديون كلها سواء (2)وتجب زكاتها بشرط قبضها إلا دين الذي عليه دية أو خلافه :
نرجع مرة أخرى إلى الأموال المعاصرة :
فجميع ديون العميل لدى البنك من قبيل الديون القوية التي تجب فيها الزكاة ولو قبل القبض ومن ثم تحتسب عليه الزكاة عن الأعوام التي أودعت خلالها هذه الأموال.
بالنسبة للزكاة على الفائدة البنكية :

ففيها مذهبان :
المذهب الأول : يقول إن رأس المال والربح يخضعان للزكاة فإن وجد ربح غير مشروع خضع مع أصله للزكاة ، لأنه لا يعقل أن تكون المعاصي سبباً في الإعفاء من أداء الواجبات فلا يستفيد المخطىء من خطئه .
" الأستاذ ـ يوسف قاسم . خلاصة أحكام زكاة التجارة والصناعة ص 97 "
الرأي الثاني : يقول إلى أن الودائع المصرفية ذات الفائدة لا يخضع للزكاة فيها إلا رأس المال . وأما الفائدة فهي خبيثة لا يزكى عنها لأن الزكاة لا تطهر المال الحرام .
" د/ على السالوس ، المعاملات المالية المعاصرة ص 341 342 ".
ويعتقد رأى أهل العلم / بأن الرأي الأول هو الأرجح باعتبار أن الزكاة في المال النامي إذ أن الربح ناتج عن الأصل .
( تعقيب ).وأيضاً بالنظر إلى رؤوس الأموال الضخمة الحالية التي تصل إل الملايين بل والمليارات فإن ذلك لا يصوغ الشخص بحال من أن يؤدى الزكاة التي قد تصل إلى مليون جنيه وأكثر فتؤخذ كزكاة أفضل .وتستغل في أمور المسلمين إلى أن يقضى الله أمراً كان مفعولاً. (والتعقيب من معد الموضوع وليس للعالم صاحب الرأي الأول) .

الذهب فى الخزائن مثل المال الزائد عن الحاجه وفى حكم الكنز فتؤدى زكاته



ـ بالنسبة للمجوهرات والنقود
المجوهرات والنقود الذهبية المحتفظ بها في الخزائن الحديدية المؤجرة من البنك فتجب فيها الزكاة مثل الذهب والفضة وكذلك الحلي الموجود فى الخزائن ذلك أن الزكاة تجب في تبر الذهب والفضة وحليهما وأوانيهما(3) بلا فرق لأن السبب فى الوجوب قد وجد وهو النماء ولما كان الحكم يرتبط بالسبب فتجب فيه الزكاة والقدر الواجب كما قلنا هو ربع العشر .
نسأل الله أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه . لا تنسوا إخوانكم من الدعاء .

إعداد : محمد الحسين سلامة ـ المحامى
الهوامش :
1 ـ الشيرازي ، المهذب ج1 ص214 .
2 ـ حاشية رد المحتار على الدر المختار ج 2 ص 305 ,306 .
3 ـ المرغينانى , الهداية ج1 ص 104 .


الجمعة، 25 مارس 2011

الجزء السادس عشر والأخير ..المورد اليسير فى الإدغام الكبير ..الإستنتاجات ..والخاتمة



تصويب :  البدور الزاهرةوالإرشادات الجلية :

ماليس موجوداً  فى البدور الزاهرة
1)
البقرة 284
وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء
متقاربين ب مع م ثم
ر مع  ل 
2) ما ليس موجوداً الإرشادات الجلية :

البقرة 285 و286
ربنا وإليك المصير  * لا يكلف الله نفساً إلا وسعها 
متقاربين ر مع ل وصلاً بين آيتين
3 ) ماليس موجوداً  فى البدور الزاهرة :

الأعراف 103
وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَت ْعليهم

 متماثلين  ع
4) ماليس موجوداً  فى البدور الزاهرة :
الكهف 19
قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ
متقاربين م مع ب ثم متقاربين من كلمة ق مع ك
5) ماليس موجوداً  فى البدور الزاهرة:

الكهف 24
وَقُلْ عَسَى أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا   
 متقاربين ن مع ر
6) ماليس موجوداً  فى البدور الزاهرة:
ما ليس موجوداً الإرشادات الجلية
الأنبياء 4
قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّمَاء وَالأَرْضِ
متقاربين ل مع ر
7) ماليس موجوداً  فى البدور الزاهرة :

الأنبياء 112
قَالَ رَبِّ احْكُم بِالْحَقِّ
متقاربين ل مع ر
8) ماليس موجوداً  فى البدور الزاهرة :

النمل 42

قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا
متماثلين هـ ثم  و
9) ماليس موجوداً  فى البدور الزاهرة :

الشعراء 49
قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ
متقاربين ن مع ل
الشعراء 51
إِنَّا نَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَنَ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِين                          

متقاربين ر مع ل
10)خطأ مادى فى البدور الزاهرة :

العنكبوت 32
قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَن فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ
متقاربين   م  مع  ب
خطأ مادى فى البدور :
الروم 35
أَمْ أَنزَلْنَا عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِمَا كَانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ
متقاربين   م  مع  ب
خطأ مادى فى البدور            يقول

سبأ 40
وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ                         أَهَؤُلَاء إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ

متماثلين   ل

ماليس موجوداً  فى البدور الزاهرة :
فاطر 29 و30
يرجون تجارة لن تبور . ليوفيهم أجورهم
 متقاربين ر مع ل  وصلاً بين آيتين

ماليس موجوداً  فى البدور الزاهرة :

الزمر 38
إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ
متقاربين ت مع ض
ماليس موجوداً  فى البدور الزاهرة :

غافر20
                              إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ
متماثلين هـ
ماليس موجوداً  فى البدور الزاهرة :

الأحقاف 16

أُوْلَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا
متماثلين ن

ماليس موجوداً  فى البدور الزاهرة :

المنافقون 10
مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ
متقاربين ل مع ر
الطلاق 4
وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ
جواز التسهيل والإبدال
ماليس موجوداً  فى البدور الزاهرة :

العاديات 8
وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ
متقاربين رمع ل

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
                                       
                                الإستنتاجات والإستنباطات


تمهيد من الكاتب :
إن حب القرآن الكريم وحفظه وتلاوته  هم دوافع دارس علم القراءات ولمكانة القرآن الكريم وقدسيته دائماً ما ندرس القراءات من وجهتين هما القواعد والتلقى أى قواعد القراءة لكل إمام مثل السكت والإمالة والإدغام الكبير  والتقلى وهو تلقى الإمام القراءة عن شيخه عن باقى السند حتى إتصاله بالنى صلى الله وعليه وسلم ومن ثم عن جبريل عن رب العزة المولى عزوجل .
                                          ولكــــــــن
من خلال هذا البحث وجدنا أن إختلاف هذه القراءات  وقواعدها لها أثر كبير فى تنوع معنى الآية وإختلاف فهمها وتفسيرها  ومن ثم فإن هذه القراءة سواء للإمام أبى عمرو البصرى  أوالإمام نافع أو أحد الأئمة الكوفيون وإن كانت بلهجات معينة وألسنة معينة إلا أن لها دلالة معينة ووجهة معينة وتدبر معين يشعر القارىء بطعم مختلف للقرآن الكريم  وبحلاوة  جديدة للتدبر والتفكر وهو ماينعكس  إنعكاساً مباشراً على القلب يجعلته مخبتاً  تائباً وبالتالى تحققت الآية الكريمة فى قوله تعالى  (( لينذر من كان حياً )) . ويصبح عمل الإنسان صالحاً وهنا تحققت رسالة القرآن الكريم .
ـ ومن خلال هذا البحث وجدنا عدة استنباطات منها استنباطات عامة واستنباطات خاصة  أفادتها قراءة السوسى عن أبى عمرو البصرى عليهما رحمة الله تعالى فى مواضع الإدغام الكبير .
الإستنباطات العامة للإدغام الكبير :

الإستنتاج الأول  : أن الإدغام يفيد التأكيد والتعددية:

وذلك إستناداً إلى القاعدة النحوية من أن التشديد يفيد التأكيد فإن ما يحدث فى الإدغام هو إدغام حرفين بحيث يصيران حرف واحد وينطق بهما بحرف واحد مشدد وبالتالى أصبح الإدغام الكبير يفيد تأكيد المعنى .
الإستنتاج الثانى : أن الإدغام يفيد زيادة المعنى :
وذلك إستناداً إلى القاعدة الصرفية من أن الزيادة فى المبنى يزيد فى المعنى سواء فى الأسماء أو الأفعال والتضعيف يزيد فى معنى الفعل وفى الإدغام نجد أن الفعل عندما يشدد فهو يضعف ويزداد مبناه وبالتالى يغير معناه بالزيادة على معناه الأصلى .

الإستنباطات الخاصة :
  فرع إستنباطات خاصة على الحروف                وفرع إستنباطات خاصة على المعنى .
الإستنتاجات الخاصة بالحروف :
 (( ج ـ خ ـ د ـ ذ ـ ز ـ ش ـ ص ـ ض ـ ط ـ ظ  ))
وعندما عرضنا هذه الحروف على إدغام السوسى لحروف المتقاربين والمتجانسين وهم الستة عشر حرفاً وهم
(( ش ـ ل ـ ت ـ ن ـ ب ـ ر ـ د ـ ض ـ  ث ـ ك ـ ذ ـ ح ـ س ـ م ـ ق ـ ج  ))
وجدنا أنه ليس هناك قاعدة عامة فى سكوت السوسى عن إدغام الحروف التى لم يرد لها موضع فى القرآن بل وجدنا أن هنالك خمسة حروف من ضمن العشرة التى ليس لها موضع إدغام كبير  قد دمجهم السوسى  فى الحروف المتقاربة والمتجانسة التى تدغم في غيرها وهم (( ج ـ د ـ ذ ـ ش ـ ض )) . 


 (( الحق )) وما ما يستنبط منه أن الحق كامل ومؤكد ولا يقبل التجزئة وهو إسم من أسماء الله عز وجل .

**إستنباطات خاصة على المعنى :
  فى بعض المواضع  مثلاً :
مسلسل
الآيــــة  وما يماثلها عند الإدغام
الإستنباط على المعنى
وَلَوْ شَاء اللّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ
أفادت التأكيد والكلية
أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ

تأكيد المبادلة
أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاء وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ
يُصَيبُ بِهِ ـ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا ـ فَيُصِيبُ بِهَا
تأكيد أن الله يختار   
ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ
تأكيد على مثلية القصاص
مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً
تأكيد الفجأة
حَتَّىَ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا
تشعر بالنهاية
ذُوقُوا مَسّ َسَقَر        
أفادت عظم العذاب
يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا

إصرار الشيطان
وَيُمْسِكُ السَّمَاء أَن تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ
أن السماء هى تريد أن تقع
وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ

سرعتهم فى الإختلاف
تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنكَرَ
وضوح المعرفة
وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ
شدة القذف
وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ
أن الخبيث قد يعجب
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ
 الإستمرارية والتأكيد
فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ
مجرد القول
لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ
عدم قدرة أحد على التبديل
إِذْ قَالَ لَهُمْ
أنذرهم أكثر من مرة
فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ
تأكيد التعددية
يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ
تأكيد العلم قبل وبعد العمل
وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ ـ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ
كلية العلم
يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ
العلم قبل أن يلج وبعده
وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ
العلم قبل الوسوسة
وَنَحْنُ نُسَبِّحُ
خصوصية التسبيح لهم
نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ
لا أحد يرزقه سوى الله
نمدهم به من مال وبنين . نسارع
استدراجهم
إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ
تأكيد صفة الله بأنه تواب
قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى
أنه  هدى الله معروف
وَلاَ تَتَّخِذُوَاْ آيَاتِ اللّهِ هُزُوًا
تتضمن وعيد
وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا
عظم الشأن والكلمة
إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُم
تتضمن التوحيد
وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا 
بساطة المسألة
هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ
لا توجد ثمة مساواة
وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللّهُ
أى أنفذ وعده
وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ
وكأنه أمر
لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ
وكأنهم لا يؤمنون مطلقاً
زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا
تم إعداد الحياة زينة للكافرين
زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ
أن التزيين معد له أصلاً
وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ
عظم استغفار النبى صلى الله عليوسلم





                                 الخـــاتمـة

هذا والله أعلى وأعلم ,,,
أسأل الله العلى القدير ذو العرش العظيم أن يتقبل هذا العمل منى  وأن يكتب لهذا العمل القبول وأن ينفع  به  أى من يريد دراستة أو قراءة رواية السوسى عن أبى عمرو البصر ى فى مسألة الإدغام الكبير  .
وصلى اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد النبى الأمى وعلى أهله وصحبه وسلم .
صدر فى الأحد الموافق السابع من صفرعام ألف وبربعمائة وثمانية وعشرون الخامس والعشرون من شهر فبراير عام ألفين وسبعة ميلادية .

أعيد كتابة المرجع ونشره على شبكة الإنترنت بتارخ   الثانى من مارس عام الفيين واحدى عشر .. 
                                            الفهرس
البــاب الأول :                             المقدمة ـ شرح الإدغام الكبير .
الباب الثــانى :                            الإدغام الكبير مرتباً بسور القرآن الكريم .
الباب الثــالث :                            الإدغام الكبير أبجدياً بالحروف .
الباب الرابــع :                            ملحق الممتنع من الإدغام ـ
                                              تصويب البدور الزاهرة
الباب الخـامس :                           الإستنباطات والإستنتاجات